مسندم .. مدينة السحر والجمال ولؤلوة سلطنة عمان النابضة بالحياة
محافظة مسندم الساحلية واحدة من أجمل المناطق الطبيعية في سلطنة عُمان، حيث تلتقي الجبال الشاهقة بالشواطئ الرملية الخلابة والوديان الخضراء المدهشة، وتعكس جمالًا طبيعيًا فريدًا، وتحتضن جبالها العديد من الأنهار والوديان التي تجري على مدار العام، مما يخلق مناظر طبيعية ساحرة تجذب السياح والمستكشفين.. كما توفر الشواطئ الساحرة في مسندم فرصا مثالية للاسترخاء والاستمتاع بالمياه الفيروزية الصافية.
ومسندم إحدى محافظات سلطنة عُمان الاحدى عشر وهي جزء أصيل من التراب العُماني، وتاريخها قديم قدم الإنسان العُماني فيها، وقد ارتبط تاريخها بأهمية موقعها الإستراتيجي، حيث تشرف على أهم معبر بين بحر عُمان والخليج العربي؛ وهو مضيق مسندم المعروف عالميا اليوم بمضيق هرمز.
ويمثل الموقع الاستراتيجي لمحافظة مسندم في أقصى الشمال من السلطنة وبسواحلها المطلة على بحر عمان والخليج العربي، قيمة جغرافية مهمة على المستويين الإقليمي والعالمي، كما يمكن النظر إليه في السلطنة على أنه بمثابة رأس مال سياسي واقتصادي وأمني، إذ تطل المحافظة على أهم ممرات الملاحة البحرية في العالم ، وهو مضيق هرمز أحد أكثر الممرات الدولية أهمية وحيوية.
ويبلغ عرض المضيق 50 كيلوا مترا وعمقه 60 مترا ويمر به حوالي 40% من الانتاج العالمي من النفط المنقول بحرا على مستوى العالم.
وقال محافظ مسندم، إبراهيم بن سعيد البوسعيدي، إن الجبال تشكل الجزء الأكبر من محافظة مسندم بما نسبته 95% وتعتبر قمة جبل حارم التي يبلغ ارتفاعها 2087 مترا أعلى قمة ، وتتخلل هذه السلاسل الجبلية طرق وعرة تمتد بشكل متعرج بين الجبال الشاهقة تصل بين ولايات ومناطق المحافظة، التي تمتاز بشواطئها الصخرية التي تتداخل مع البحر مشكلة الأخوار.
وأشار إلى أن المحافظة قريبة من أسواق الدول المجاورة وتتوافر بها الموارد الطبيعية السمكية والحيوانية والزراعية والتعدينية؛ وتوفر العديد من الامتيازات التي من شأنها تمكين المستثمرين المحليين والأجانب وجلب الاستثمارات.
وبشأن التنمية والتخطيط الشامل للمحافظة ، قال بن سعيد "تقوم الاستراتيجية الشاملة للتنمية الاقتصادية والتخطيط الشامل لمحافظة مسندم على تنويع مصادر الدخل ورفع مستوى معيشة الأفراد وإيجاد تنمية اقتصادية مستدامة في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الحفاظ على المقومات الثقافية والطبيعية التي تزخر بها المحافظة، كما تسعى الاستراتيجية إلى تطوير البنية الأساسية والمرافق العامة".
وأوضح أنه يوجد في مسندم عدد من الجزر هي "جزيرة أم الغنم، وجزيرة مقلب، وجزيرة دمار، وجزيرة سلامة وبناتها، وجزيرة أمي الفيارين"، بالإضافة إلى أربع أخوار رئيسية هي "خور شم، وخور نجد ، وخور غب علي، وخور الحبلين".
كما أوضح أن الرؤية الاستراتيجية تضمنت مجموعة من المشاريع التنموية الكبرى، من بينها مشروعات البنية التحتية التي تشمل تطوير شبكة الطرق والمرافق العامة، وتعزيز الربط بين الولايات، والمشروعات السياحية التي تشمل إنشاء منتجعات وفنادق عالمية، مثل مشروع “بوابة الشمال”، ومشروع تطوير جزيرة مالب، إضافةً إلى مشاريع المغامرات في خصب.
وقال محافظ مسندم إن الامتيازات الاستثمارية تتمثل في تقديم حوافز خاصة للمستثمرين تشمل إعفاءات ضريبية وجمركية، وتسهيلات في تملك المشاريع السياحية والعقارية، وتشمل المشروعات البيئية والتنموية تطوير الحدائق والمتنزهات الطبيعية، وإنشاء واجهات بحرية حديثة في مختلف ولايات المحافظة.
وأضاف أن هذه المشاريع تهدف إلى تعزيز جاذبية مسندم كوجهة استثمارية وسياحية، مع التركيز على الاستدامة البيئية وتكامل التنمية مع المجتمع المحلي، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار رؤية عُمان 2040 لتعزيز التنوع الاقتصادي وجذب الاستثمارات النوعية.
وتوقع أن تسهم هذه المشاريع في توفير فرص عمل جديدة، وتعزيز القطاع السياحي، ورفع مستوى الخدمات والبنية التحتية في المحافظة، مما يجعلها مركزًا إقليميًا للنمو والإزدهار.
وبشأن الميزة التنافسية السياحية لمحافظة مسندم، قال المحافظ إبراهيم بن سعيد البوسعيدي، "تتميز مسندم بالجغرافيا الفريدة والمناظر الطبيعية الخلابة والأنشطة البحرية والتنوع البيولوجي والهدوء والاسترخاء والبنية التحتية السياحية المتطورة والموقع الجغرافي وقربها من الدول المجاورة التي تحظى بتدفق سياحي كبير".
وتعد مسندم وجهة جاذبة للسيّاح من مختلف دول العالم طيلة العام وخاصة خلال الموسم السياحي الشتوي؛ نظراً لما تزخر به المحافظة من مقومات ومفردات متعددة بطبيعتها الخلابة وجبالها الشاهقة التي تتناغم مع مياه البحر وتكوّن جزرا وخيرانا تلفت الأنظار.
ويتوافر في المحافظة عدد من المقومات السياحية الفريدة من نوعها والتي تمزج بين سياحة المغامرات والثقافة والتراث والترفيه، وهي من الوجهات للسياحة البحرية كذلك، وتتيح للزائر الاستمتاع بالرحلات البحرية لمشاهدة الدلافين، والغوص لاستكشاف الأعماق التي تزدهر بالشعاب المرجانية، ورحلات الصيد والتجديف والتخييم وغيرها.
ويعد مركز مغامرات عُمان إحدى الوجهات السياحية في ولاية خصب التابعة لمحافظة مسندم إضافة نوعية في مجال السياحة الترفيهية، حيث يتيح للزائر تجربة العديد من الأنشطة الترفيهية كالسلك الانزلاقي الذي يعد أطول سلك انزلافي فوق الماء في العالم.
كما تعد المتاحف والقلاع والحصون التاريخية مثل: حصن خصب وحصن الكمازرة وحصن بخاء وحصن البلدة وقلعة دبا ومتحف مدحاء وجهةً مثالية لمحبي الثقافة والتاريخ العريق للمحافظة، إضافة إلى العديد من الوجهات السياحية الأخرى كخور نجد (أكبر الأخوار في مسندم) الذي يتميّز بتضاريس فريدة، والقرى الجبلية والمناطق البحرية التي تنفرد بشواطئها الرملية الخلابة.
