ارتفاع قياسي في أسعار الليمون يربك الأسواق وسط أزمة إنتاج حادة

تشهد الأسواق في مختلف أنحاء الجمهورية موجة غير مسبوقة من ارتفاع أسعار الليمون، حيث قفز سعر الكيلو للمستهلك في بعض المناطق إلى 120 جنيهًا، ما أثار استياء واسعًا بين المواطنين الذين اعتادوا على الليمون كعنصر أساسي في منازلهم، ويأتي هذا الارتفاع الكبير في ظل تراجع ملحوظ في المعروض نتيجة مشكلات زراعية أثّرت على المحصول هذا الموسم.
بحسب ما كشفه نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، فإن هذا الصعود المفاجئ للأسعار يعود إلى تراجع كبير في الإنتاج، بعدما واجهت أشجار الليمون هذا العام موجة من الأمراض والآفات الزراعية، الأمر الذي أجبر العديد من المزارعين على التخلص من الأشجار المصابة، وزراعة بدائل جديدة، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم الزراعي الحالي.
وأشار المسؤول إلى أن السبب الأساسي وراء تدهور حالة الأشجار هو التغيرات المناخية المفاجئة، التي وفّرت بيئة خصبة لانتشار الحشرات والأمراض، متوقعًا استمرار الأزمة الحالية في الأسعار إلى أن يبدأ موسم الحصاد الجديد في شهري يوليو وأغسطس، وهو ما قد يُعيد شيئًا من التوازن للسوق.
وبينما يشكو المستهلكون من ارتفاع الأسعار، برز نوع بديل يعرف بـ"ليمون الأضاليا"، يُعرض في الأسواق بسعر أقل من الليمون البلدي، ويشكّل خيارًا مؤقتًا لبعض المتسوقين، في الوقت الذي تشهد فيه أسعار الخضروات الأخرى انخفاضًا نسبيًا، نتيجة الوفرة الكبيرة في المعروض حاليًا، ما ساعد على تخفيف حدّة التأثيرات الاقتصادية على المواطنين، باستثناء سلعة الليمون التي باتت تشكل عبئًا في ميزانية الأسر المصرية.
تقدّر المساحات المزروعة بالليمون في مصر بحوالي 35 ألف فدان، تتركّز بشكل خاص في المحافظات الشمالية التي تتميز بمناخ ملائم لزراعة الحمضيات، وتشير الإحصائيات إلى أن صادرات الليمون حققت نموًا ملحوظًا في عام 2023، إذ وصلت إلى نحو 100 ألف طن، في دليل واضح على تصاعد الطلب الخارجي، وكانت المملكة العربية السعودية هي الوجهة الأولى، حيث استحوذت وحدها على ما يقارب نصف كمية الصادرات المصرية من هذا المحصول.
وعلى صعيد التصدير الأوروبي، بيّنت تقارير رسمية صادرة عن وزارة الزراعة أن صادرات الفواكه المصرية إلى الأسواق الأوروبية في عام 2023، بخلاف البرتقال والعنب، شكّلت حوالي 8% من إجمالي صادرات البلاد من الفاكهة، ما يؤكد على تنوع المحاصيل المصرية وقدرتها التنافسية في الخارج.
واحتل الليمون المركز الثاني في قائمة الفواكه الأكثر تصديرًا لأوروبا بعد اليوسفي، حيث تم تصدير نحو 7 آلاف طن من الليمون مقابل 21 ألف طن من اليوسفي، في حين شملت الصادرات أيضًا كميات من المانجو والجوافة بواقع 3 آلاف طن لكل صنف، وسجّلت الفراولة 2500 طن، تلتها شحنات البطيخ بـ1400 طن، ثم الجريب فروت بـ1200 طن.